ليلة الصلح بين أحمد مظهر وشقيقته فاطمة

صفاء مصطفى
عندما قرر احمد مظهر احتراف الفن.. اتفاجئت فاطمة مظهر بإن أخوها النجم الكبير أحمد مظهر بيطلب منها التراجع عن قرارها .. ولما لقاها مصممة قرر إنه يقاطعها..
وبقى يشترط على أي منتج إنه ما يسندش ليها أي دور فى أي فيلم من بطولته .. ده غير أنه كان بيتدخل عند المنتجين علشان محدش منهم يشغلها.. ده نفس اللي عمله محمد فوزي مع أخته هدى سلطان فى البداية بالمناسبة..
فى الوقت ده بدأ الهمس فى الوسط الفني.. "ليه يحرمها من اللي حلله نفسها ؟".. ورغم إن الهمس كان بيزيد والصوت بقى يعلى واحدة واحدة بنفس السؤال .. إلا إن مظهر كان دايما بيلتزم الصمت خوفا من إن حد من زمايله يفسر إجابته بطريقة غلط.. لكن لما اللغط زاد اضطر مظهر إنه يرد وقال "أنا لا أمانع فى عمل البنت فى السينما.. إنما ما يزعجني فى الموضوع هو الوسط الفني عموما.. الذى يشبه البحر .. ومن يقرب البحر لا يأمن الغرق"..
فى الوقت اللي محدش اقتنع فيه بإجابة مظهر الدبلوماسية قررت فاطمة إنها تكثف محاولات الصلح بينها وبين أخوها.. خصوصا وإنها بمرور الأيام قطعت عليه كل الحجج اللي ممكن تخليه يرفض ـ زي ما بتقول مجلة الموعد ـ فكانت بتمتنع عن حضور أي سهرات وكانت بتذاكر وتجتهد علشان تخلص الدارسة فى الجامعة وتقنعه إن شغلها مش ممكن يأثر على دراستها.. ده غير إن سلوكها الوسط كله كان بيحلف بيه..
حاولت فاطمة مرة واتنين وتلاتة وفشلت.. وحاول الوسطاء مرة واتنين وتلاتة وفشلوا.. لحد ما فى يوم من الأيام .. وفى ليلة من ليالي يناير 1978 راح مجموعة من الوسطاء لمظهر وهما بيقدموا خطوة ويرجعوا خطوتين.. لكن المفاجأة اللي مكنش حد منهم يتوقعها إنهم لما فاتحوه فى أمر الصلح قال "فعلا ان الاوان.. لقد كنت قاسيا عليها.. لكن أرجو أن تكون قد فهمت دوافعي.. إننى أحبها فهى شقيقتي من لحمي ودمي .. وكنت أخاف عليها من الضياع.. فالطريق التى اختارتها شائكة وحافلة بالعثرات من كل نوع.. ولكنها كانت على المستوى الذى يجعلني أفخر وأعتز بها"..
نزل الوسطاء جري وبلغوا الخبر لفاطمة اللي كانت هتطير من الفرحة.. وفى المعاد المحدد للصلح دخلت فاطمة على مظهر وهى مبتسمة وفى قلبها كل سعادة العالم..
وكما وصفت مجلة الموعد اللحظة وبتقول : "كان العناق الطويل بين الشقيقين.. وراحت دموع الفرح ترقص على الخدود .. والتفتت الممثلة الناعمة إلى شقيقها النجم وقالت بصوت امتزجت فيه سعادة اللقاء الحار بحزن الفراق الطويل "هو أنت بتعيط يا حمادة؟".. فأجاب "من الفرح يا فافي".. فردت "أمال فين الصرامة والقسوة؟".. فقال "سبتها فى الاستديو.. ده شغل سينما يا بنت يا شقية"...وضحك الجميع لعودة الوئام بين أحمد وفاطمة.. وقال أحد الحاضرين "أمال فين حلاوة الصلح أنتم هتاكلوها علينا ولا إيه؟".. وأجاب مظهر ضاحكا "لا مش ممكن.. الحلاوة عندي أنا".. واعترضت فاطمة قائلة "لا مش معقول.. عندي أنا"..
وأصر أحمد على أن تكون عزومة الصلح فى بيته.. وتدخل سعاة الخير من جديد لحل الإشكال خشية أن يتطور إلى مشكلة جديدة .. واتفقوا على أن تكون العزومة فى مكان عام و"كل على حسابه" كما يقول المثل الإنجليزي..
وأسفر الصلح عن ولادة مسلسل تلفزيوني اسمه "الأطلال" سيشترك في تمثيله أحمد وفاطمة معا.. وأول الغيث .. قطرة..
رحم الله الأشقاء فاطمه وأحمد مظهر
تعليقات
إرسال تعليق