سر الحزن فى صوت عبدالحليم حافظ

سر الحزن فى صوت عبدالحليم حافظ
سر الحزن فى صوت عبدالحليم حافظ


كتبت : صفاء مصطفى 


"بعد أن ماتت أمي وهو مازال "حتة لحمة حمرا"

 خرجت انا وعبد الحليم إلى دروب قريتنا 



طرقت الأبواب وهو على ذراعي بعد أن حصرت رأسي أسماء كل اللواتي وضعن فى وقت مقارب لمولد أخي..

 وكانت كل واحدة منهن تستقبل عبدالحليم بترحاب وتُرضعه وهي تنظر إلي وأنا جالس فى انتظاره بإشفاق..


ورضع عبدالحليم من أكثر من 200 والدة من قريتنا .. ويبدو أن العناية الالهية كانت تحرسه ..

 فقد كان هذا العدد أكبر من أن يكون فى قرية محدودة العدد..


ومضي على هذا الحال 4 أشهر


 غضبت قريبة لنا لأننا نطوف بعبدالحليم على البيوت ولا نتركه لها تربيه وترضعه وتجعله ولدا لها مثل سائر أولادها..


وفى أحضان هذه المرأة نما عبدالحليم وترعرع .. وفرحنا لما استطاع عبدالحليم أن يتكلم ويصيح بتلك المرأة "أمي"..


ولم يعرف عبدالحليم أن أمه قد ماتت إلا عندما كبر عقله واستطاع ان يستوعب معنى الموت والحياة.. ومن هنا أدركه حزن هائل ..


 حزن شاع فى نبرات صوته ولازمه.. وصار له فى هذه النبرات رنين هو الذى يلمس القلوب..


 وهذا هو سر الحزن فى صوت عبدالحليم"..


المصدر مذكرات العندليب بقلم شقيقه إسماعيل شبانة

تعليقات