"شخصيات وحقائق "

كنوز الطفلة المعجزة "فيروز"
صفاء مصطفى
اتولدت الطفلة المعجزة بيروز سركيس أرتين كالفايان.. الشهيرة بـ فيروز..في 15 مارس 1943
فيروز بدأت تتعلق بعالم الفن في سن سنتين.. لما لاحظ الأب إنه كل ما يدندن بالعود هى تلتفت وتبقى سعيدة ومبسوطة..
يوم بعد يوم كبرت فيروز.. وبدأ الأب يكتشف إلى جانب إن ودنها موسيقية إنها كمان شاطرة في التقليد وبتعرف تقلد الممثلين والراقصين.. وبما إن دمها خفيف فإحنا بقينا قدام موهبة من نوع خاص "كوكتيل مواهب".. وهنا قرر أبوها إنه يصنع منها نجمة.. فبقي يحفظها مونولوجات خفيفة من تلحينه.. وفي سن 5 سنين كانت فيروز واقفة بتقدم نمرتها كمنولوجسيت في كازينو "الكيت كات"..
من أول يوم قدرت فيروز تثبت رجليها وتنجح وتتفوق في الكازينو.. لدرجة إنه بعد شهور معدودة بقت مطلوبة فى أكتر من مكان.. لكن هى فضلت إنها تستمر فى "الكيت كات" لحد ما حصلت شوية مشاكل فانتقلت إلى ملهى "الحلمية بالاس" ..
وفي يوم من الأيام وأثناء تقديم فقرتها سمعها إلياس مؤدب وقرر إنه يقدمها بشكل أكثر احترافية.. فبقى يخليها تشارك معاه فى حفلاته وخدها من إيديها للمنتجة الكبيرة أسيا داغر اللي أعجبت بيها جدا وعرضت عليها عقد احتكار لمدة 5 سنين لكن أبوها رفضه..
مرت الأيام وسمع أنور وجدي زي ما ناس كتير سمعت عن البنت اللهلوبة اللي بترقص وتغني وتقلد.. وهنا قرر إنه يصنع منها "شيرلي تمبل" تانية .. وراح لعبدالوهاب يفاتحه في المشروع.. لكن عبدالوهاب خاف وقال "بلاش .. لو أنتجنا فيلم بطلته بنت صغيرة محدش هيدخله"..
وهنا أنور اختار إنه يغامر لوحده وأنتج لها فيلم "ياسمين" 1950 وكان عمرها 7 سنين .. ونجح الفيلم ونجحت فيروز اللي أبهرت الكل بالأداء الكوميدي والتراجيدي والراقص وكأنها ممثلة محترفة من سنين السنين..
بعد كده عملت فيروز دور البطولة فى فيلم "فيروز هانم" 1951 ومنه إلى "دهب" 1953 ومن خلالهم جالها عروض كتير من شركات إنتاج تانية رفضها أبوها وقال "أنا هنتج لها".. وقدمها فى فيلم "الحرمان" 1953 و"عصافير الجنة" 1955..
وفيما بعد قدمت 4 أفلام لم تحقق نجاحا منها فيلم "إسماعيل ياسين" للبيع» مع الفنان الراحل اسماعيل ياسين وفيلم" أيامى السعيدة" عام 1958 وهو من إخراج أحمد ضياء الدين.
لم يطل مشوار فيروز الفني بعد ذلك فقررت الاعتزال في مرحلة الشباب ليحتفظ الجمهور بصورة الطفلة المعجزة التي عرفت بها. كرمت فيروز عام 2001 في مهرجان القاهرة السينمائي.
في يوم السبت الموافق 30 من شهر يناير عام 2016 توفيت الفنانة فيروز وذلك بعد صراع طويل مع مرض الكبد، وقد حدث شيء غريب لحظة الوفاة حيث أن فيروز مسيحية الديانة إلا أن أبنائها وزوجها مسلمين ولذلك أصر ابنها وابنتها على عمل صلاة جنازة لها في مسجد الحامدية الشاذلية في حي المهندسين، وقد أثار هذا الأمر جدلاً واسعاً بسبب أنها أول فنانة مسيحية تقام عليها صلاة الجنازة في المسجد مثل المسلمين ولكن علماء الدين ونقابة الفنانين حسمت هذا الجدل، وتم تبرير الأمر أن أبنائها مسلمين.
لكن بعدها .. وفي سنة 1959 اختفت فيروز من الوسط الفني ولما اتسألت ليه انسحبت رغم نجاحها الكبير قالت "كنت أمر بأهم أدواري.. الدور الذي تتحول فيه الفتاة من الطفولة إلى الصبا.. دور المراهقة.. ولذا فكرت فى اعتزال الوسط الفني فترة من الوقت .. واكتفيت بالدراسة.. وقد تلقيت أكثر من عرض خلال ابتعادي.. أخرها عرض لفيلمي خالد بن الوليد وصورة من الحياة.. ولكنى كنت اعتذر .. إن لي رأيا وشرطا في عودتي للشاشة مرة أخرى.. لقد بدأت حياتي بطلة ووقفت أمام فطاحل الفن لهذا لن أعود إلى الشاشة إلا بطلة
رحم الله الفنانة القديرة فيروز
تعليقات
إرسال تعليق