"شخصيات وحقائق " ثعبان يؤجل زفاف صلاح ذو الفقار وزهرة العلا

صفاء مصطفى 

جاءت زهرة العلا .. جاءت العروس فى ثوب بلون الورد.. 

جلس المدعون فى صالة شقة ميمي شقيقة زهرة العلا بضاحية مصر الجديدة ينتظرون .. وصول العريس صلاح ذو الفقار..

 فحيت العروس الجميع ثم انسحبت إلى غرفتها فى انتظار قدوم صلاح .. أما المأذون فقد بدأ يتململ فى جلسته بعد أن اقترب موعد قران أخر سبق له الاتفاق عليه ..

 وبعد أكثر من نصف ساعة رن جرس التليفون .. وجاء صوت صلاح عبر السماعة عاليا من الاستديو وهو يقول "يا جماعة ماتقلقوش.. فاضل كام مشهد تصوير وآجي على طول"..

وطال الانتظار..

مرت ساعة واثنتان وثلاث ساعات دون أن يصل صلاح أو يعاود الاتصال تليفونيا..

وبدأ القلق يعتصر القلوب..

واتصلت العروس باستديو ناصيبيان حيث كان يصور فيلما من إخراج شقيقه عز الدين هو "الرجل الثاني" .. وطلبت من عامل التليفون أن يوصلها بالمخرج .. وفوجئت به يقول إن الجميع انصرفوا منذ أكثر من ساعة وأنه لا يوجد سواه والحارس ..

 وخرجت وقد تندت عيناها بالدموع ...

وظل الانتظار يعم المكان ساعة و أخري .. واعتذر المصور عبدالحليم نصر لارتباطه بموعد تصوير مبكر فى اليوم التالي.. وانصرف.. وجمع المأذون أوراقه ودفتره وخرج..

وانتاب العروس بكاء هستيري وحاول والدها أن يسكتها دون جدوى.. وكاد الفرح أن يتحول إلى مأتم..

وفى الثانية صباحا رن جرس الباب رنينا متصلا وكأن من يضغط عليه يستغيث .. وهرعت زهرة إلى الباب لتفتحه بنفسها ووقفت جامدة وهى تنظر إلى الطارق.. ثم راحت تصيح : "مش معقول.. مش معقول"..

وظهر العريس.. وكان يرتدي قميصا سبور بخطوط عريضة وبنطلونا عاديا.. فى حين اختفت يده اليسرى وراء ضمادة بيضاء لا يبين منها إلا طرف إصبع أو اثنين..

وقبل صلاح زهرة فى جبينها وقال "أنا أسف.. أسف أوي".. وارتمى على أول مقعد.. وسألته العروس بلهفة "إيه اللي جرى بالظبط .. اتأخرت ليه وشغلتنا؟"..

ورفع صلاح يده المربوطة ثم قال متظاهرا بعدم المبالاة "ده اللي أخرني"..

ولم تكن العروس لفرط لهفتها على مجيئة قد لاحظت يده .. فضربت على يدها بجزع وصاحت "الله.. إيه ده؟"..

وبهدوء رد صلاح "حاجة بسيطة .. تعبان لدغني"..

وظنافى البداية أن صلاح يداعب زهرة ـ وهو كثير الحيل ـ ثم اتضحت الحقيقة حين روى صلاح حقيقة ما حدث..

فقد كان صلاح يؤدي دور الساحر المتنكر فى فيلم "الرجل الثاني".. وقد استعان شقيقه عز الدين بأحد الحواة لتدريب صلاح على إخراج ثعبان من داخل قبعة.. وتم التمرين فعلا .. وبنجاح كبير .. وحين دارت الكاميرا ارتفع صوت صلاح قائلا "ستوب" .. وأسرع إليه شقيقه ليكتشف أن الأضواء أخافت الثعبان.. وحين حاول صلاح الإمساك به أفلت من بين أصابعه بعد أن لدغه..

ونُقل صلاح على الفور إلى المستشفى القبطي الذى يبعد عن الاستديو أمتار قليلة .. حيث أجريت له الإسعافات السريعة.. وطلب الطيب المعالج أن يظل لفترة تحت الرعاية فى المستشفى خشية حدوث مضاعات .. كما أخذت عينة من إفرازات الثعبان نفسه أرسلت إلى المعمل لمعرفة درجة سمومتها..

المصدر مجلة الموعد.