عنوان القصة: "الساعة 3:07"

 عنوان القصة: "الساعة 3:07"
عنوان القصة: "الساعة 3:07"




كتبتها: رانيا إبراهيم محمود


كل يوم عند الساعة 3:07 فجراً، يستيقظ شخص ليجد نفسه في مكان مختلف تماماً عن بيته. لا يتذكر كيف وصل، وكل ليلة تصبح الأماكن أكثر رعباً.


في بداية الأمر، ظنَّ "يوسف" أن الأمر مجرد حلم غريب. كان يستيقظ كل ليلة، تحديدًا عند الساعة 3:07 فجراً، ليجد نفسه في مكان مختلف، بارد، وغريب عن بيته. المرة الأولى كانت في حديقة مهجورة، الثانية في نفق تحت الأرض تنبعث منه رائحة العفن والماء الراكد. لكنه كان يعود إلى سريره مع شروق الشمس، دون أن يتذكر كيف حدث ذلك.


لكن الأمر بدأ يزداد سوءاً.


في الليلة الرابعة، استيقظ في مستشفى قديم مهجور. الجدران مغطاة برسومات مشوهة وأصوات خافتة تأتي من الطوابق العلوية، كأن أحدهم يهمس باسمه. حاول الخروج، لكن الأبواب كانت تغلق من تلقاء نفسها. وفي كل مرة ينظر في مرآة، يرى ظله فقط... بدون وجه.


يوسف بدأ يفقد القدرة على التمييز بين الحلم والواقع. نهارًا، يصبح شارداً، يسمع همسات الساعة 3:07 حتى وهو بين الناس. بدأ يكتب ملاحظات لنفسه قبل أن ينام، يربط كاميرات، يحاول أن يوقظ نفسه بالمنبه عند الثالثة، لكن لا شيء ينجح. الجدران في غرفته أحياناً تظهر بها خدوش، كما لو أن شيئاً كان يحاول الخروج من الداخل.


في الليلة السابعة، كان المكان مختلفًا تمامًا. بيت طفولته، لكن متداعٍ، مظلم، والهواء ثقيل. وجد نفسه في غرفته القديمة، وعلى السرير كان هناك... جسده. نعم، كان يرى نفسه نائمًا. حاول الصراخ، لكنه لم يستطع. وفي الزاوية، كائن طويل يحدّق فيه بعينين سوداوين، ثم همس: "أنت اخترت هذا... كل ما فعلته يعيدك إلينا."


بدأ يدرك أن هذا ليس حلمًا... بل عقاب. شيء ما من ماضيه، شيء نسيه أو تجاهله، عاد يطارده. وكلما اقترب من الحقيقة، كلما أصبحت الأماكن أكثر ظلمة، والأصوات أكثر وضوحاً.


الليلة العاشرة... لم يعد يوسف.


وفي شقته، الساعة متوقفة عند 3:07 تمامًا.

اللى اللقاء فى الجزء الثاني

تعليقات